الجمعة، 7 مارس 2014

الصوفية في السويد



المصدر :  المؤسسات الاسلامية في السويد 

شقت الصوفية دربا شائكا في تاريخ المسلمين في السويد ، و كانت في بداية إنطلاقتها مجرد شحنات عاطفية وروحانية تجيش بها صدور المتصوفة من العمال الأتراك و اليوغسلاف الذين استقروا في هذه البلاد في الستينات من القرن الماضي، إلى أن صارت جمعيات و مراكز منتشرة في مدن السويد.

التصوف الراقي هو الذي يعتني بتطهير القلوب وصفائها، ويخلصها من حب الدنيا وكراهية الموت، ويربطها بالله عز وجل؛ فالتصوف بهذا المعنى هو القادر على حل جميع مشكلاتنا وأزماتنا الاقتصادية والاجتماعية والسلوكية؛ لأن هذا المعنى من التصوف هو الذي أخرج لنا صلاح الدين الأيوبي ونور الدين زنكي، والذي يقرأ تاريخ الاثنين يجدهما نتاج مدرسة التصوف". و التصوف الذي نحترمه هو الذي يقي المسلم من الفساد، إذا وفر التصوف له ثوابت نقية.

اللغة الصوفية في رمزيتها وشاعريتها وشفاهيتها وقاموسها المتفرد المبني على قيم التماسك والتعاون داخل الطريقة الصوفية هي قمة في العطاء؛ مثل وحدة المصير والهدف، تزكي لدى المريدين الانتماء للطريقة؛ حتى إن كان بعضهم لا يحيط بالمعاني التفصيلية لهذه اللغة إحاطة كاملة.

اكيد يوجد متصوفة ليسوا على السنة المحمدية و خلطوا العادات و الطقوس الجاهلية التي سار عليها بعض الشيوخ بإسم الصوفية و الإسلام براء منها ، لكن غالبية المتصوفة يسيرون على سنة النبي صل الله عليه وسلم.

نعود لتاريخ الصوفية في السويد

اول شيخ صوفي وضع بصمته على الصوفية في السويد هو الشيخ احمد زيتونة و هو سويدي من الرحالة الذين جابوا ارجاء السويد و العالم و هدى الله على يده مئات السويديين و الأوروبيين و من اشهرهم الشيخ محمد مسلم امام مسجد عائشة بإستكهولم. ظهر على الساحة الأخ احمد فلسان ابن امام مسجد باريس سابقا و هو من الصوفيين المميزين.

في اواخر السبعينيات قامت الجمعية الإسلامية في ستكهولم بإحضار الإمام حمزة بال ليقوم بواجب الإئمامة و الخطابة . منذ العام الأول ظهر ميولة الصوفي و تم فصلة عن إمامة الجمعية و اسس المركز الإسلامي بإستكهولم و الذي كان نواة انتشار الطريقة السليمانية في السويد والتي كانت تنشط تحت مظلة إتحاد المراكز الثقافية الإسلامية في السويد IKUS .

تميز هذا الإتحاد بإهتمامه بمدارس القرآن الكريم و ارسال الأطفال لتركيا للإلتحاق بمدارس الطريقة السليمانية هناك.

و من ابرز المريدين للشيخ حمزة بال كان الإمام عبدالحق كيلان و هو سويدي هداه الله للإسلام في بداية الثمانينيات من القرن الماضي. الشيخ عبدالحق كيلان اختار التصوف السليماني في بداية مسيرته ثم تحول الى النقشبندية و من ثم القادرية.

تلاميذ الشيخ سعيد النورسي لهم نشاط كبير في السويد و ينشروا كتب الشيخ رحمه الله و خاصة رسائل النور بين المسلمين.

ولم يكن طريق المتصوفة مفروش بالورود ، بل تعرضوا لهجمات من قبل افراد يميلون للسلفية و فكر الإخوان و كنا نقرأ مهاترات بين المتصوفة و منتقدي منهجهم حيث اتهم المتصوفة الوهابيين بتكفيرهم بحجة انهم من المبتدعة. و رد عليهم الصوفيين باتهامات مماثلة.

وطيلة العقود الأربعة التي خلت والصوفية تخذل كل الذين تصوروا اندثارها في السويد ، إما متهاوية تحت ضربات النقد اللاذع الذي تتعرض له من قبل الجماعات والتنظيمات والفرق الإسلامية التي تناصبها العداء، أو متصدعة بفعل موجات التحديث التي اجتاحت المتصوفة في السويد.

لكن هذه الطرق سارت في اتجاه مخالف للرسم البياني الذي خطه من توقعوا تدهور حالتها، واستطاعت أن تضم بين مريديها عناصر تنتمي إلى المجتمع السويدي، حيث نجد أن معظم الذين يعتنقون الإسلام تستهويهم الصوفية ، حيث انهم يتعطشون للروحانيات بعد طغيان الحياة المادية على المجتمع االسويدي.

في السويد اسست جمعيات روحانية على النهج الصوفي و اعضاءها من السويديين غير المسلمين و يمارسون روجانيات المتصوفة .

يوجد عشرات المتصوفة من العرب و اشهرهم على الساحة الشيخ نبيل الجنيدي ( ابو إسلام) وكان محسوبا على تيار الإخوان حتى استبعدوه عن عضوية جماعة الإخوان ولكن نفسه دائما جهادي و لا يقبل الضيم و الظلم .

محمود الدبعي

Abdal Haqq Keilan och Hamza Bal och all aktivitet hus som planeras i Stockholm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق