الجمعة، 7 مارس 2014

ما للمسلمين وما عليهم في المجتمع السويدي




المصدر : المؤسسات الاسلامية في السويد 


القضايا التي توجد نوعا من الشد والجذب بين المسلمين وغيرهم ترتكز على عدة محاور :

· فعلى الصعيد السياسي: يجب أن يعرف المسلمون مالهم من حقوق وما عليهم من واجبات ، لاسيما فيما يتعلق بحق تمثيلهم السياسي واستخدام الصوت الانتخابي بشكل يجبر المرشح الذي يريد الاستفادة من أصوات الناخبين المسلمين على العمل على إزالة جوانب الكراهية تجاه الإسلام والمسلمين وخاصة التي أوجدتها وسائل الأعلام المتحيزة ضد الإسلام واستثمرتها جهات عنصرية لإعاقة توطن المسلمين في السويد ، وبالمقابل على المسلمين تحديد مواقفهم المعلنة من إعلان حقوق الإنسان الذي تبنته الأمم المتحدة عام 1948، وخاصة الفقرات المتعلقة بحقوق الطفل والمرأة و التزامهم الكامل بالقانون السويدي.

· وعلى الصعيد الاقتصادي: ينبغي على الحكومة و البرلمان و ارباب العمل إدراك قيمة العرق الذي سال من جباه العمال المسلمين في سبيل بناء التقدم الصناعي في السويد . ، إن السويد ليست مدينة أدبيا فحسب للمسلمين فيما يتعلق في ازدهارها بل إن مساهمة العمال المسلمين في تطوير وتقدم عجلة الصناعة السويدية و هي التي تعطينا الحق في القول أن السويد مدينة فعلا للعمال المسلمين بالكثير وعلى المؤسسات الإعلامية إبراز هذه الحقيقة من أجل إعطاء فرصة مساوية لتحقيق قدر معقول من الاستقرار الاقتصادي للمسلمين وخاصة في محاربة البطالة المتفشية في صفوف العمال المسلمين .

· وعلى الصعيد التعليمي: من الطبيعي أن ترتبط القضايا الاقتصادية ارتباطا عضويا بقضية التعليم التي يجب أن تكون محور اهتمام كل شرائح المجتمع ، حيث تتجاذب الجيل الثاني والثالث من أبناء العمال المسلمين أربعة حقائق تحدد مستقبلهم وهي :

-1 طبيعة الأشياء التي يجب أن نفعلها حتى نتمكن من التأثير على عقول وإرادة أبناء المسلمين .
-2 إدراك الأشياء التي يفعلها الآخرون من أجل التأثير على شخصيات وعقول أبناء المسلمين .
-3يجب أن يكون المسلمين ملمين بقوانين وأنماط الحكومات والأحزاب السياسية والمنظمات الشعبية والمدارس التي تسهم بصورة غير مباشرة في تشكيل عقول أبناء المسلمين .
-4 ينبغي أن يدرك المسلمون طبيعية المجتمع السويدي القائمة على اعتبار الدين مسألة شخصية وذلك حتى يتسنى للمسلمين أن يتفهموا احتياجات أبناءهم الدينية إلى جانب الاحتياجات التعليمية والمادية.

· وعلى الصعيد الديني: فالإسلام هو طريق حياة وسعادة المسلمين ولا يمكن حصره كقضية شخصية للأفراد ، فبناء أي مسجد أو مدرسة إسلامية يعد قضية دينية ولكنه لا يتم دون الإرادة السياسية وكذلك لا تتم المحافظة عليه دون المقدرة الاقتصادية للأقلية المسلمة والمسجد لا يؤدي وظيفته دون توفر التسهيلات التعليمية.

· ينبغي أن يجعل المسلمون وجودهم في السويد حاجة إنسانية و اجتماعية ويجب أن يعامل الإسلام بوصفه شيئا طبيعيا وقانونيا وفق مبدأ حرية الضمير والاعتقاد من خلال الاعتراف بالمسلمين كأقلية مسلمة ، لكن مما يؤسف له لم تمنح السويد حتى الآن الإسلام وضعه الطبيعي كباقي الأديان السماوية الأخرى كاليهودية والمسيحية على الرغم أن الإسلام يحتل اليوم المرتبة الثانية بعد المسيحية في السويد ، إلا أن المسلمين يعاملون كجاليات لفوية و عرقية لا دينية ، وما لم يتم الاعتراف بالإسلام ضمن التراث الديني العام فلا معنى أصلا لمطالب المسلمين بحق المواطنة ، فالجسد بلا روح لا يمكن له العيش والمسلم بدون إسلام لا يمكن له العيش في مجتمع لا يحترم الدين.

المسلمون يواجهون صعوبات كبيرة في سبيل المحافظة على هويتهم المسلمة نظرا لعدم توفر الإرادة السياسية لدى الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان و ذلك لتنظيم احتياجات المسلمين الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية من خلال الاعتراف بوجود أقلية مسلمة في السويد .

عوائق في مسيرة الاسلام في السويد:
· من المشاكل التي تواجه المسلمين نقص المعلومات عن الإسلام والمسلمين ، حيث لا يكاد يوجد مؤلفات معيارية في شرح ادبيات الحضارة الإسلامية ونقصد بتأليف المعياري أن يكون ذا صفات محددة وموجة وذو طابع انساني وثقافي.
· المسلمين يعرضون الإسلام بصورته العقدية فقط ويركزون على الجانب الديني، ويفصلون بينه وبين الحياة اليومية و بينه وبين المدنية أو الحضارة العالمية بصورة عامة.
· السويد بحاجة إلى مواد علمية وأدبية وتعليمية يكتبها مسلمون تخاطب الناشئين وتكون مزيجا بين ما يقوله الشرع وما تقره الحضارة الغربية و لا يتعارض مع الحضارة الاسلامية وعالمية الاسلام و التعدد الثقافي والديني في السويد.
· فتح مجال أوسع من التعاون الثقافي السويدي والاسلامي، بصورة أوسع وتنظيم علاقات تبادل علمي مع المؤسسات التعليمية في مواطن المسلمين الأصلية.
· يجب أن تحرص المؤسسات الإسلامية في السويد على تصحيح صورة الإسلام المشوهة دون التفريط في أي حق من حقوق الإنسان المسلم وذلك عن طريق التعريف بالإسلام وإنكار السلوكيات المنحرفة للمسلمين المقيمين و خاصة المتشددين و دعاة التطرف الديني و خاصة الذين يساهمون في زيادة تشويه صورة الإسلام .
· الإسراع بإعداد برامج تربوية وثقافية تبرز القيم الإسلامية على مستوى عال من التشويق خاصة للأطفال و للشباب والعمل على تشكيل لجان تنقيح المناهج الدراسية السويدية وتنقيتها من الشواهد السلبية عن الإسلام والمسلمين. و تقديم معلومات تصلح لإضافتها للمناهج التعليمية في السويد.

محمود الدبعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق