الثلاثاء، 4 فبراير 2014

يوم الاسم في السويد: إحتفاء بقلّة مختارة



Name day calendar

قام أحد برامج التلفزيون السويدية المُعدة للأطفال بعمل تقويم خاص بهم، لأن الكثير من الاطفال في السويد في الوقت الحالي لهم أسماء دولية أكثر من تلك التقلدية التي استخدمت للجيل السابق. تصوير: Bolibompa/SVT
يوم الاسم هو يوم مخصص لجميع الأشخاص الذين يحملون اسم معين، ولكن هل هو سبب للاحتفال أو أنه أمر لا معنى له في التقويم السويدي؟ حسناً، ان ذلك يعتمد على الشخص الذي تُوجه اليه السؤال. وبالتأكيد عندما يكون الاسم هو اسم ملك سويدي، أو ملكة أو ولية عهد، يكون حينها سبباً كافياً ليتم رفع علم البلاد من أجله.
ففي العشرين من سبتمبر/أيلول، يُحتفى بكافة النساء اللواتي يحملن اسم ليزا أو إليس. أما في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول فيُحتفى بكافة اللواتي يحملن اسم ايفا. وهكذا على مدار السنة. ولايمكن بالطبع استيعاب كافة الأسماء في التقويم السنوي. بيد أن معظم الأيام يُدرج فيها إسمان، ولكن على الرغم من ذلك يتم اغفال الكثير من الأسماء. وهذا أمر غير سويدي في الواقع، نظراً لمفهوم المساواة في السويد.
ويعود أصل هذا التقليد الى تقويمات القديسين الأرثوذكس اليونان والكاثوليك الرومان، حيث المؤمنين، الذين تمّ تسميتهم على إسم قديس مُعيّن ، يوّدون الاحتفال في يوم ذكرى ذلك القديس. ولايزال الاحتفاء بهذا التقليد القديم يجري في السويد، كما في العديد من البلدان الأخرى، ولم يعد له أي رابط واضح بالديانة المسيحية. وتم في القرن التاسع عشر إضافة أسماء العائلة المالكة، ليتبعها بعد ذلك إضافة أسماء العوام.
وقد قامت الأكاديمية السويدية في عام 1901 بوضع تقويم جديد من الأسماء، ولكنه لم يستمر طويلاً. ومنذ ذلك الحين أصبحت التغييرات شائعة وغير منتظمة بعض الشيء، فهناك أسماء فقدت موقعها وأخرى اكتسب موقعاً على حد سواء. وقد فقدت الأكاديمية ولفترة طويلة السيطرة على التقويم، وانتشرت تقاويم مختلفة الى أن استعادت الأكاديمية السيطرة على الأمر في عام 2001.
وفي الواقع يبدو الأمر كما لو أن الكثير من الوقت والطاقة أنفقا في محاولة السيطرة على شيئ لا يهتم به معظم الناس. أو هل هُم يهتمون بذلك؟ الآراء في هذا الأمر مختلفة جداً. في حين أن الاحتفال بأعياد الميلاد يجري تقريباً في العالم أجمع، وبطرق متشابهة، فإن أيام الأسماء هي قصة مختلفة تماماً. فالبعض يحتفل بقوالب الكعك والهدايا، بينما يكتفي البعض الآخر بمكالمة هاتفية. هناك من يحتفل باسمه الأول والوسطى بينما نرى آخرين لا يعرفون حتى متى يحين موعد اسمهم على التقويم.
cake with coffee
لا يوجد وصفة محددة لصنع كعكة يوم الاسم، ولذلك يمكنك الإبتكار، إعداد مجرد كعكة بسيطة للإحتفال مع العائلة و الاصدقاء، أو حتى الإحتفال بمفردك مع قليل من القهوة. تصوير: Joel Wåreus/imagebank.sweden.se
إذا كان يوم عيد ميلادك قريباً من الأعياد الكبرى مثل عيد الميلاد، رأس السنة أو منتصف الصيف، ربما تشعر بالتحدى لتحصل على ما يكفي من الاهتمام لما هو بالفعل يومك. أحد الحلول كي لايمر هذا اليوم مرور الكرام هو الاحتفال أكثر قليلاً من المعتاد بيوم الأسم. كما هو الحال لدى أسرة صديقتي “أوسا بيرينج” Åsa Bjering، اذ يصادف عيد ميلاد ابنتهم الكبرى في 25 ديسمبر/كانون الأول، أي يوم عيد الميلاد، لكن لحسن الحظ يظهر اسمها في التقويم السنوي السويدي في شهر مارس/آذار، حيث لا تتنافس مع أي عطلة أخرى.
كلما تحدثت الى المزيد من الناس كلما اكتشفت المزيد من طرق الاهتمام والاحتفاء. فاسرة “ليزا لارسون” على سبيل المثال، تحتفل بإسمين فقط: “إيمّا” Emma و”كريستينا” Kristina. ولا يعرف أي من أفراد الأسرة حقا السبب وراء ذلك، لكن لا يبدو أن الأمر له علاقة مع حقيقة أنها تأتي في شهر يوليو/تموز، في منتصف العطلة الصيفية حيث يتوفر المزيد من الوقت الاضافي لإعداد حفلة صغيرة، أو أنها تقع في إطار أسبوع عملي جداً من أسابيع التقويم، سبعة أيام متتالية في التقويم تُذكر فيها أسماء نساء فقط.
بصراحة، لقد قمت بالتحقق بنفسي ووجدت أن هناك يوم اسم لي، وهو 7 فبراير/شباط. لقد كان هذا منذ القرن الثامن عشر. بيد أنني مازلت أفكر بأولئك الأشخاص المساكين الذين جعلوا منه شي كبير، مثل “جورلي” Gurli والتي أخيراً أضيف اسمها في عام 1986 كي يُعاد شطبه في عام 2011. كعكة واستمتاع لعام واحد، وفي العام التالي لاشئ على الاطلاق. أما اللواتي يحملن اسم “استيل” Estelle، فلديهن بالتأكيد ما يتطلعن إليه كونهن يتشاركن الاسم مع آخر الأميرات السويديات، مما يعني أن يوماً ما، سوف يكون يوم اسمهن أيضا يوماً يرتفع فيه العلم الوطني.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق